مع صيام النفل
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال: لا يفطر. ويفطر حتى يقال: لا يصوم. ولم يعلم عنه أنه صام شهرًا كاملاً غير رمضان، إلا شعبان فإنه كان يصوم أكثره، بل كله
وكان صلى الله عليه وسلم يتعاهد صيام يومي الإثنين والخميس وأيام البِيْض، بل جاء عنه في حديث -وإن كان فيه ضعف- أنه كان لا يترك صيام أيام البيض في حضر ولا سفر، وكان يأمر بصيامها ويحث عليه، فقد أوصى أبا هريرة رضي الله عنه بثلاث: منها صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما أوصى أبا ذر رضي الله عنه بذلك
وَأَذِنَ لعبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن يصوم يومًا، ويفطر يومًا ونهى عن صيام الدهر فقال: "من صام الدهر لا صام ولا أفطر"، وقال: "لا صام من صام الأبد" قالها مرتين.
وكان صلى الله عليه وسلم يقول عن صوم يوم عرفة لغير الحاج: "صيام يوم عرفة أَحتسِبُ على الله أن يكفَّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده" وأما الحاج فإنه يكره له أن يصوم ذلك اليوم، ففي الصحيحين أنه كان مفطرًا يوم عرفة وهو حاج
وصام صلى الله عليه وسلم عاشوراء، وأمر بصيامه وقال: "لئن بقيت إلى قابلٍ لأصومنَّ التاسع"وقال: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفَّر السنة التي قبله"
إنه لجدير بالمسلم أن يكون له حظ من صيام قَلَّ أو كَثر:
وَصُمْ يومَك الأَدْنى لَعَلّك في غدٍ *** تفوز بعيدِ الفطر والناسُ صُـوَّمُ
اللهم وفقنا لما تحبُّ وترضى يا كريم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق